منتدى طلاب جامعة نواكشوط

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلاب جامعة نواكشوط، جسر معرفة يعمل على تقديم المعلومة باسهل طريقة، وتشجيع تبادل الخبرات المعرفية بين الباحثين،بهدف النهوض بمستواهم المعرفي، والأكاديمي بالجامعة


    بحث حول منهج الجمال عند كانط

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 2
    تاريخ التسجيل : 02/11/2016
    العمر : 31
    الموقع : نواكشوط

    بحث حول منهج الجمال عند كانط Empty بحث حول منهج الجمال عند كانط

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 11, 2016 3:34 pm

    جامــعة  انــواكـــشـوط
    كلية الآداب والعلوم الإنسانية
    قسم الفلسفة وعلم الاجتماع
    بحث حول منهج الجمال عند كانط Clip_image001[size=37]عنوان[/size]             
    السنة                                             2015 - 2016
     
    خطت البحث
     
    مقدمة
     
    المحور الأول :حياة الفيلسوف
     
    المحور الثاني : الحكم الاستطيقي عند كانط.
    --- المرحلة الكمية.
    --- المرحلة الكيفية.
    --- تحديد حكم الذوق بحسب الجهة.
    --- حكم الذوق حسب الغايات.
     --- تحليل الجليل.
    المحور الثالث: نقد الحكم عند كانط.
     
    الخــاتــمة.
     
    المراجع.
     
     
    المقدمة
    لقد شكل علم الجمال واحدا من أهم فروع الفلسفة المختلفة وقد استقل هذا العلم في النصف الأخير من القرن الثامن عشر ويعتبر الفيلسوف الألماني بومكارتن أول من عرف هذا الفرع باسم الاستطيقا وحدد موضوعه في تلك الدراسات التي تدور حول منطق الشعور والخيال والفن وهو منطق يختلف كل الاختلاف عن منطق العلم والتفكير العقلي، ومنذ ذلك التاريخ تقريبا صار لعلم الجمال مجاله المستقل عن مجال المعرفة النظرية وعن مجال السلوك الأخلاقي وسار في تأكيد هذا الاتجاه كانط الذي يرى أن الخبرة الجمالية لا ترجع إلى النشاط النظري الذي يقوم به الذهن والذي يحدد شروط المعرفة في علوم الرياضة والفيزياء كما لا يرجع إلى النشاط العملي الذي يحدد السلوك الأخلاقي المعتمد على الإرادة ولكنه يرجع إلى الشعور باللذة الذي يستند على اللعب الحر بين الخيال والذهن، والواقع أن كانط بعد أن اشتغل أولا بتفسير معرفتنا بالرياضيات والفيزياء ثم اشتغل أيضا بالبحث في قوانين الأخلاق عكف في آخر حياته على البحث في الشعور بالجمال ووجد أن هذه المشكلة من أكثر المشكلات دقة وأحوجها للمراجعة وقد سعى كانط للوصول إلى منطق للذوق مماثل للمنطق الذي توصل إليه في مجال العلم والأخلاق. فكيف توصل كانط إلى مبادئ تحكم الذوق الجمالي؟ وما هي مراحل الحكم الاستطيقي عند كانط؟
     
     
     
     
     
     
     
    المحور الأول : حياة الفيلسوف
    يعتبر ايمانويل كانط أحد العلامات البارزة في تاريخ الفلسفة بوجه عام وفي فلسفة العصر الحديث بوجه خاص كما يعتبر أكبر فلاسفة القرن الثامن عشر,استطاع بحياته وبمؤلفاته أن يخلف في الحياة العقلية وفي الفكر الفلسفي أثر باقيا سواء في عصره أو في الأجيال التي جاءت بعده ,وتعتبر فلسفته ثورة كفلسفة سقراط الذي صرف الإنسان عن دراسة الكون إلى دراسة النفس فقد حدد كانط مهمة الفيلسوف تحديدا دقيقا فهو لا يعنيه أن يستكشف مبادئ الوجود ولا نظرة العالم بقدر ما يعنيه أن يبحث في قوة العقل ليتبين اختصاصه وحدوده ومداه وأن يلتمس شروط المعرفة الانسانية حتى أن بعض مؤرخي الفكر الفلسفي يذهبون إلى أن أقطاب الفلسفة منذ العصر اليوناني القديم حتى العصر الحديث أربعة :أفلاطون ,أرسطو, ديكارت,كانط.
    ــ حياته :
    ولد كانط في 23أبريل 1724بكونجسبرج لأسرة متدينة تعاني الفقر والحرمان ثم تلقى تعليمه الثانوي بمدارس المدينة ثم أكمل دراسته بجامعتها، جامعة كونجسبرج  طالبا للاهوت في كلية الفلسفة، أراد له أبواه أن يكون خطيبا وأن بهز رأسه يوما من فوق المنبر، لكن اقباله علي دروس الفلسفة العامة كان اكثر من اقباله علي دروس اللاهوت، ربما يكون ذلك مرجعة الي التغليم الذي تلقاه في طفولته والذي اورثه مقتا لشكليات الدين، حتي انه امتنع طوال سنين نضجه عن حضور الصلاة العامة في الكنيسة، وكان يبغض تقليب الجانب الديني علي الجانب العقلي في تعليمه، وقد عاني من الفقر وصعوبة العيش طوال فترة دراسته في الجامعة، لكنه تفلب علي بعض المعاناة بأنه كان يعلم المتخلفين من زملائه حتى تتوفر له نفقات التعليم ومعيشته، تدرج كانط في المناصب الجامعية فقد تولي عمادة الجامعة خمس سنوات، وكان مديرا للجامعة مرتين، وفي هذه الفترة اصدر اهم الاعمال الفلسفية في عصره، كنقد العقل الخالص، ونقد العقل العملي، وفي سنة 1780 اصبح عضوا في مجلس الشيوخ الأكاديمي، وبعد ذلك أصبح عضوا في الملكية في برلين، واستمر في إلقاء المحاضرات في الجامعة وكتابة البحوث، كرس حياته المديدة كلها للفكر والمشاركة في المؤتمرات حتي بلغ سن الشيخوخة.
    ـ مؤلفاته:
    ·      كتاب بعنوان نقد العقل الخالص ألفه سنة 1781، وهو أهم مؤلفات، نقد فيه العقل النظري، وبين له حدود يجب الوقوف عندها.
    ·      كتاب بعنوان: مقدمة لكل ميتافيزيقا مقبلة، قدم فيه ملخصا شافيا لمذهبه الفلسفي، وسلك فيه منهجا تحليليا، بدأ فيه من الواقع وانتهي الي المبادئ العامة، علي عكس المنهج التأليفي الذي اتبعه في نقد العقل الخالص النظري، والذي فيه بمبادئ وانتهي الي الوقائع.
    ·      كتاب بعنوان: نقد ملكة الحكم ألفه 1790، ويمثل وجهة نظره في علم الجمال.
    ·      كتاب بعنوان: الدين في حدود العقل وحده، كتبه 1790، واوضح فيه اهمية المسيحية، باعتبارها دين العاطفة الذي يقوم علي التصورات الاخلاقية المثالية البعيدة، عن الترتب والكهانة، وقد أثار هذا الكتاب سخط رجال الدين والملك افريدريك.
    ·      كتاب بعنوان تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق
    ·      كتاب بعنوان مشروع السلام الدائم
    ·      كتاب بعنوان الأنثروبولوجيامن منظور برجماتي
    ·      أطروحة دكتوراه بعنوان في النار
    ·      أطروحة بعنوان المنادولوجيا الفيزيائية
     
    المحور الثاني: نقد الحكم الاستطيقي عند كانط.
    يمكن القول أن مايميز الذوق عند كانط ,هو أنه حكم استطيقي أي حكم يرجع إلى الذات ,وإذا كانت كل أفكار العقل حتى المستمدة من الإحساس تشير إلى موضوعات خارجية إلا أن الأفكار المستمدة من الشعور باللذة والألم ليست كذالك؛ لأننا في هذه الحال لانشير إلى موضوع خارجي بل يكون لدينا شعور عن أنفسنا عندما نتأثر بهذا النوع من الأفكار _فالذوق هو ملكة تقدير شيء أوفكرة من حيث قبولها أوعدم قبولها بدون وجود أي غرض معين
    وقد ميز كانط بين الحكم الاستطيقي فطبق ماطبقه على الأحكام الكمطقية من مقولات الكيف والكم والجهة والعلاقة واستدل من هذه المقولات على للحظات الأربعة التي تحدد الشروط الشكلية للحكم الاستطيقي وهي:
    (1)          اللحظة الأولى وفقا للكيف:
     وضح فيها أن حكم الذوق أو الحكم بالجميل هو حكم مجرد من المنفعة وأنه يختلف عن الأحكام المتعلقة باللذيذ أو الخير ووفق كانط بين اللذيذ أو الرائق وبين الجميل على أنه وإن كان كلاهما يسبب لذة معينة إلا أن اللذيذ يكون وراء منفعة أو له تأثير حسن على الحواس كذلك فإن الرضى أو اللذة المستمدة من الخير تتعلق بدورها أيضا تتعلق بالإرادة أو العمل أماالجميل فهو تأمل صرف بمعنى أن اللذة التي نحس بها عند ما نتأمله هي للذة تأملية خالصة تختلف عن اللذات الناتجة إرضاء أي حاجة ابيولوجية أوتحقيق أي غاية عملية إنها لذة الإ حساس بالشكل بدون رغبة في امتلاك الشيء أو الانتفاع به فالذوق هو ملكة الحكم على شيء ما أو أسلوب ما من أساليب التمثيل بواسطة الشعور باللذة أو الألم على نحو خال من أي منفعة وموضوع هذه اللذة هو الذي نسميه بالجميل.
    2 للحظة الثانية لتحديد حكم الذوق من جهة الكم:
    ويأكد أن له طابعا كليا وهذا الشرط الثاني المتعلق بالكم يحدد الجميل بأنه مايروق لنا بطريقة كلية وبلا تصور عقلي وهذا الطابع الكلي لايرجع إلى الموضوع بل إلى الذات ولكنه لايعني أنه يعتمد على الرأي الشخصي مع أنه إذاماتعلق الأمر باللذيذ أو الرائق يجوز أن يرتكن كل شخص إلى ذوقه الخاص ، فقد يروق لي نبيذ الكاناري ولا يروق لغيري وعندئذ لا تجوز المناقشة في الأذواق، أما بالنسبة للجميل فليس الحال كذلك إذ لايكفي أن يروق لي شيء حتى أصفه بالجمال فوصف شيء معين بالمال يستلزم أن يكون كذلك بالنسبة للغير أيضا كذلك أن الكل مطالبون بالموافقة عليه.
    كذلك فإن من العبث الالتجاء إلى الأدلة العقلية للبرهنة بالأدلة العقلية لإقناعنا بالجميل، ذلك لأن حكم الذوق لايرجع إلى قواعد عقلية ولايستند إلى براهين استدلالية ولانستدل عليه من قاعدة أو من تصور عقلي.
    وملكات المعرفة تقوم بعملية لعب حر بالفكرة الخاصة بالموضوع الجميل ويجري هذا اللعب بين الخيال الذي يؤلف بين الكثرة المدركة  وبين ملكة الذهن الذي يوحد بين الأفكار، وتجري هذه العملية في البشر جميعا وعلى أساسها يوجد شعورنا بالرضى أو القبول الذي نحس به نحو الجميل، وحكمنا على شيء بأنه جميل إنما هو تقرير بأنه ينطوي على تخطيط معين وهذا التخطيط ليس موجعا لأي غرض معين سوى تيسير عملية التأليف والتوافق بين ملكتي الخيال والذهن، وينتج عن ذلك شعور باللذة يرجع إلى اقتناعنا بأن هذه الملكات عند غيرنا يمكنها أيضا أن تأتلف على نفس النحو الذي الذي تأتلف به عندنا، خاصة إذا ماصادفعت نفس المعطيات الحسية بحيث تصبح الأحكام عند الجميع أحكاما ذات طبيعة يقينية كما لو كانت أحكاما علمية تتعلق بوقائع علمية_ وبهذا يفسر كانط أن الحكم الاستطيقي على الجميل إنماهو حكم كلي وضروري ولكنه يتميز بصيفة الخصوصية فهو كلي ولكنه خاص ومثاله إذا قلت إن هذه الزنبقة جميلة. في حين لا أعد حكمي كل الزنبق جميل حكما استطيقيا كليا خاصا بل هو حكم كلي مطلق.
    وعلى هذا الأساس يختلف الحكم الاستطيقي عن الحكم المنطقي بأنه ليس حكما ناتجا عن تعميم ومبررات عقلية فشأن هذا الحكم الاستطيقي من جهة الخصوصية "شأن أي شعور أو إحساس خاص فمهما أقنعني الطاهي مثلا بندرة المواد التي أدخلها في الطعام ومهما حاول إثبات براعته فلا يمكن لي أن أحكم على الطعام بأنه بأنه يعجبني مادام لم يعجبني عندما تذوقه لساني، وقد يصطحبني أحدهم لمشاهدة فيلم أو يقرأ قصيدة ويحاول إقناعي بالأدلة والبراهين العقلية وباستخدام معايير النقد المختلفة، ومع ذلك فلن يكون مايعرضه علي جميلا مالم أشعر أنا بتأثيره علي، ولهذا فإن حكمنا على الجميل حكم يجمع بين خاصتين يبدوان لأل وهلة متعارضين وعلى الرغم من أننا نطالب الغير بأن يوافقونا عليه إلا أننا لانقدم لهم السبب والبرهان، وتفسير ذلك عند كانط أن الحكم الاستطيقي وإن كان يتميز بصفة الكلية إلا أن هذه الكلية لاتستند إلى تصوات عقلية أو استدلال عقلي وإنما ترجع إلى عملية تجري في العقول البشرية تتلخص في انسجام المخيلة مع الذهن، وهذا الانسجام بين ملكات الإنسان الروحية هو أمر مشترك بين الجميع وهو الذي يصبغ الحكم الاستطيقي بصبغة الكلية إذ أن الذات واحدة مشتركة عند البشر جميعا، ولذلك فإن الجميل حين يروق لي شخصيا لايروق لي بصفة خاصة بل بصفتي فردا من طائفة البشر ولهذا يتميز الحكم الاستطيقي بالكلية. ويترتب على شرط الكلية هذا شرط الضرورة الذي يكسب الجميل والحكم عليه تلك الطبيعة الأولى.
    3 اللحظة الثالثة:
    التي يحدد بها حكم الذوق بحسب الجهة أي من حيث الامكان والضرورة تبين أن لحكم الذوق ضرورة خاصة به بمعنى أن هنك علاقة ضرورية بين الجميل والشعور بالذة. فهي تختلف من هذه الناحية عن الضرورة النظرية المستمده من قوانين العقل الأولية كما تختلف عن الضرزرة العلمية ولأنها ضرورة نموذجية لأننا في حكمنا على الجميل نحس بنوع من الإلزام غير المعتمد على التصوات العقلية ولا على السلوك العملي بل على الذوق العام أو الحس المشترك . ووجود هذا الحس المشترك يسمح لنا بتفسير الأعمال الفنية النموذجية تفسيرا يجعل منها نماذج تحتذى في كل زمان ومكان.
    4اللحظة الرابعة:
    تحديد حكم الذوق حسب العلاقة بالغايات، فكيف يوحي حكم الذوق بالغائية بغير أن يتعلق بغاية محددة؟ الحكم الغائي هو مايحدث لذة ترجع إلى الملاأمة بين شيء معين وغاية خارجية كأن يلائم طعام معين شهيتنا للأكل، أويلائم شيء معين فكرة أو تصورا معينا ففي كلا الحالتين يمكن أن نقول إن الشيء ملائم لغرض أو غاية معينة، أما الجميل فإنه يقدم لنا مثالا لهذه الملائمة لكنه يختلف عن الحالين السابقين لأنه لايلائم رغبة حسية ولايرضي حاجة ابيولوجية ولايحقق منفعة ولايطابق تصورا عقليا، ومن هنا فهو يتصف بأنه يوحي بالغاية بغير أن يتعلق بغاية محددة. والأعمال الفنية توحي لنا بغائية لأنها ثمرة تخطيط معين وهذا التخطيط ليس موجها لتحقيق غاية معينة سوى تيسير عملية التأليف والتآزر لملكاتنا الفكرية . أي أن حكم الذوق ينطوي على تكيف وملاأمة بين إدراكنا للشيء الجميل ووعينا بهذا الإدراك، ولاينبغي للعمل الفني أن يشعرنا بهذا التخطيط بل ينبغي أن يوهمنا بأنه كائن طبيعي.
    وعلى أساس هذه الصفة في الجميل فرق كانط بين فنون آلية غايتها إنتاج مايؤدي إلى منفعة أو غاية خارجية، وفنون جميلة لاتشعرنا بمثل هذه الغاية الخارجية، فتعريف الجميل بناء على هذا الشرط الخاص بحكم الذوق بحسب للحظة الثالثة هو أن الجمال صورة الغائية في شيء ما طالما كانت هذه الصورة مدركة فيه بغير تمثيل أو تصور للغاية.
    الخلاصة أنه ليس هناك غاية أو غرض خارجي يتعلق به الجميل وإنما يوحي بالغائية التي تستند إلى ملاأمة فكرتنا عن الشيء ووعينا وإدراكنا لهذه الملاأمة.
    وقد انتهى كانط من تحديده للشروط الأولية احكم الذوق وتعريف الجميل بناء على هذه الشروط إلى تفرقة بين نوعين من الجمال: المقيد، والحر، المقيد يفترض ماينبغي أن يكون عليه وأن يتطابق معه. أما الجمال الحر فلا يفترض مسبقا ماينبغي أن يكون عليه الجميل . ومن أمثلته الزخاريف الإغريقية أو تصميم ورق الحائط وفي الموسيقى مايمكن أن يسمى بالفانتازي أو الموسيقى بلا موضوع أو غير المصحوبة بالكلام، أما أمثلة الجمال المقيدة فمنه جمال الجسد الإنساني أو الحيواني أو جمال مبنى سواء كان كنيسة مثلا أو منزلا. ففي هذه الأمثلة يمكن أن نرجع إلى تصور لما ينبغي أن يكون عليه الجميل فهو بالتالي جمال مقيد،
    5 اللحظة الخامسة: تحليل الجليل.
    أتبع كانط تحليله للجميل بتحليله اللجليل، وقد عاد كانط في كتابه نقد الحكم إلى ماسبق أن ذكره من تفرقة بين الجميل وفي مؤلف سبق نشره بعنوان ملاحظات حول الشعور بالجميل والجليل عام 1764.
    ويرى كانط أن الجليل شأنه شأن الجميل من حيث إنه يتضمن نفس الشروط الأولية التي ذكرها لحكم الذوق من حيث تنزهه عن المنفعة واتصاف الحكم عليه بالكلية ولاضرورة غير أنه في حين يستند الجميل إلى اتفاق المخيلة مع الذهن ويتجه إلى المعرفة العقلية نجد أن الجليل يستند إلى اتفاق المخيلة مع العقل فيكون أكثر اتجاها إلى مجال الأخلاق ويتفق الجميل والجليل في أنهما يبعثان في الإنسان اللذة أو الرضاء بذاتها ولا يستندان إلى الإحساس مثل للذيذ ولا التصور العقلي مثل الخير غير أن الجميل يختلف عن الجليل فيما هو لا محدودا وما يبعث على فكرة اللانهائية. ففي الجليل يرتبط سرورنا بالكيف في حين يرتبط سرورنا بالجليل من جهة الكم. ويتميز الجميل بأنه يثير قوانا الحيوية فيقترن بلعب الخيال، أما الجليل فيتميز بأنه يثير فينا الشعور بتوقف هذه القوى الحيوية ثم يتبع ذالك انطلاقها ونوع الأرتياح أو السرور الذي نحس به نحو الجليل هو القداسة أو الاعجاب، وفي حين يوحي إلينا الجميل الطبيعي الشعور بنظام  الطبيعة، نجد أن الجليل بإضطرابها.
    [ltr]ويثير الجليل في النفس حركة إما أن ترتبط ىبالمعرفة فتولد الجليل الرياضي وإما أن ترتبط بالإرادة فتولد الجليل الديناميكي، أي أن للجليل صورتان: صورة رياضية ثابتة وصورة حركية ديناميكية.[/ltr]



    [ltr]ويعرف الجليل الرياضي بأنه ذلك الذي يكون كل شيء بالنسبة له صغيرا ولذلك فلا يمكن للإحساس أن يحيط به . ومن أمثلة الجليل الديناميكي العواصف والبراكين والمحيط الثائر، تلك القوى التي تجعلنا نتسامى إلى تصور القوى العاقلة التي تفوق الطبيعة المحسوسة، لأن الذي يوحي بالقوة الطبيعية الهائلة يجعلنا ندرك ضآلة قدرتنا المادية ولكنها تنبه النفس إلى إدراك طبيعة العقل الذي به نسمو على العالم الحسي غير أنه لاينبغي أن يتحول إحساسنا بالجليل إلى رهبة وخوف، كما لاينبغي أن يتحول إحساسنا بالجميل إلى شعور باللذة أو الشهوة.[/ltr]



    [ltr]وكل هذه الأحكام الخاصة بالجليل لاتقع على الموضوعات الخارجية بل تقع على حالتنا النفسية عند تقديرنا لهذه الموضوعات . وأحكامنا على الجليل تفترض أن هناك ملكة عامة بين الناس هي ملكة التشريع الأخلاقي. ومن الأمثلة التي يوضح بها كانط بين الجميل والجليل اختياره الحدائق المنسقة كمثال للجميل أما الجبال والغابات والعواصف فهي أقرب إلى الجليل، أو قوله بأن النهار يوحي بالجميل في حين يوحي الليل بالجليل. [/ltr]



     
     
    المحور الثالث: نقد نظرية الجمال عند كانط.
    ولعل موقف هيكل من كانط هو أيضا موقف أرسطو من أفلاطون إذ وجد كل منهما في سابقه نقطة البدء في فلسفته ثم تناولها بالنقد والتعديل فقد تأثر هيكل بمنتهى إليه كانط من نظرية في الجدل القائم بين المعقولات العقلية.
    أما في علم الجمال فقد أثر كانط على أتباعه عموما بما ذهب إليه بأن التجربة الجمالية إنما تقوم بين عالم الإرادة الأخلاقية وبين عالم الطبيعة وأن الإنسان بوصفه كائنا أخلاقيا يحيا في مجال يتفق فيه ورغباته الروحية غيرأن هيكل تجاوزمثالية كانط النقدية إلى المثالية المطلقة التي شاركه فيها معاصروه ومواطنوه أمثال أتباع الحركة الرومانطقية افريدرك شيللر، وشيلنج ،وهولدرلن ، وقد سلك هيكل في عرضه لمذهبه الجمالي مسلكا ميتافيزيقيا إذ بدأ بحثف في الفكرة وفي المثال وبعد أن بسط نظريته الميتافيزيقية وضع مايشبه تارخا للفن وذلك في نظرية الأنماط الثلاثة الرئيسية التي فسر بها تطور الفن عبر الحضارات الإنسانية وختم محاضرته بعرض نسقي درس فيه خصائص الفنون الجميلة فكانت محاضراته في علم الجمال هي فلسفة في الفنون الجميلة كشفت عن إلمامه الواسع وحسه المرهف في تذوق الفنون وبالإضافة إلى محاضراته في علم الجمال تناول هيكل الفن بالدراسة في مؤلفه الإنسكلوبيديا وفينومينولوجيا الروح وأكد في كل أبحاثه مهمة الفن في التعبير عن الروح المطلق كما وضح أيضا مهمة الدين والفلسفة في عملية التعبير هذه وأكد بكل وضوح ارتباط الدين والفن والفلسفة حين نظر إليهما حميعا على أنهما مظهر للروح المطلق فأعلن أن الروح المطلقة تعي نفسها من خلال هذه النظم الفكرية الثلاثة.
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    الخــاتـمة.
    وأخيرا يمكن القول بأن كانط انتقل بعلم الجمال من المرحلة الميتافيزيقية التي كان البحث فيها عن الجمال الفني والطبيعي يستمد من تأملات الفلاسفة في ماهية الجمال ووجوده وتعريفه إلى المرحلة النقدية أي مرحلة البحث في إمكانية وشروط وإدراك الإنسان وحكمه بالجميل واستطاع بذلك أن يجعل من الخبرة الجمالية خبرة قائمة بذاتها لاتستمد من التأملات الميتافيزيقية ولا تستقى من البحث النظري فكان بذلك أول من جعل الفن ميدانه الخاص المختلف عن ميدان المعرفة والحياة الأخلاقية إلا أنه ومع ذلك يؤخذ على كانط أنه عندما كتب مؤلفه الرئيسي نقد الحكم إنما مقودا بنظريات سيكولوجية وخاضعة لعلم نفس الملكات السائدة في عصره أكثر مما كان مسترشدا بفنون عصره وآدابه ومقاييس الجمال والذوق عند فنانيه ونقاده أما إذا ألقينا بنظرة على قائمة الملكات في النفس الإنسانية كما تصورها كانط لوجدنا أنها ثلاث ملكات رئيسية ملكة الذهن الذي تنطبق تصوراته على عالم الطبيعة وملكة العقل الذي تنطبق أفكاره على عالم الحرية وملكة الحكم بعد ذلك التي تفترض أفكاره عن الغائية والقصد وإذا كان الشعور بالذة والألم يتدخل أيضا في ملكة الحكم إلا أن دور اللذة في تحليل كانط الاستطيقي وفكره الجمالي لم يكن له من الأهمية قدر ماكان لفكرة الغائية وهي فكرة استغلها بعد ذلك لتوضيخ نظرياته الطبيعية فالغائية هي قبل كل مبدء اترانسندنتالي أو لنقل بمصطلح الفلسفة الكانطية هي شرط أوليلي يجعلنا ننسب للطبيعة تصوات الغاية لأن تصورات الذهن العلمية لاتنتهي إليها.
     
     
     
     
     
    المراجع
    د . أميرة حلمي مطر ,الكتاب فلسفة الجمال ,دار النشر قباء للطباعة والنشر,تاريخ 1998م

    د. أمبرة حلمي مطر , مقدمة في علم الجمال وفلسفة الفن ,مكان النشر دار المعارف ,الطبعة الأولى 1989م


    عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة نوفمبر 11, 2016 10:20 pm عدل 1 مرات (السبب : تم حذف أسماء الطلاب تلبية لرغبتهم)

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 1:38 am